أسباب القلق وكيفية التغلب على القلق ؟ لقد أصبح القلق مرضا في مجتمعاتنا الحديثة . وهو في حد ذاته يسبب العديد من الأمراض مثل الزهايمر والضغط والسكر أو حتى أنه من الممكن أن يقود للإنتحار.و لكن لماذا نحن من نقلق؟ لماذا لم يعاني أسلافنا من هذا الشىء في حياتهم؟ ما هو الخطأ الذي في حياتنا والذي يقودنا لذلك القلق الشديد؟ هيا بنا نتعرف على أسباب القلق وكيفية التغلب على القلق ؟
لماذا نقلق؟ وماذا يجب علينا فعله حيال القلق؟
لأنه ببساطة أسلافنا كانوا يعيشون في الحاضر فقط عقولهم كانت تحل المشاكل الحاضرة فقط , مثل كيف نؤمن أنفسنا وأولادنا من هجوم المفترسات؟
فيبنون البيوت والأسوار ويشعلون النيران لإبعادهم . وحينما يشعرون بالجوع يذهبون للصيد أو الزراعة. وحينما يكونون في مزاج جيد يجلسون ويغنون ويرقصون أو يكتبون الشعر ويتأملون . هكذا كانت مجتمعات الماضي أما في مجتمعاتنا فنحن في الحاضر فقط بأجسادنا أما عقولنا فهي تسأل ألف سؤال عن ما سيكون عليه المستقبل.
ترى هل سأحصل على وظيفة جيدة؟
هل سأستطيع التخرج من الجامعة بتقدير جيد؟
ترى هل سأجمع ما يكفي من المال لحياة كريمة؟
هل سأتزوج شخص جيد؟ ترى هل .. وهل وهل وهل….
عقلك غير مصمم للتعامل مع مشاكل في المستقبل عقلك مصمم لإيجاد حلول لمشاكل الحاضر . لماذا؟ لأن عقولنا تقوم بحساباتها بناء على الظروف التي تحاوطها وتتخذ القرارات بناءا على المعلومات التي تقدمها لها والتي تستطيع الحصول عليها من الحاضر الذي تعيش فيه .
أما المستقبل فكيف يقوم عقلنا بحل مشكلة فيه وهو لا يعلم ظروفه التي تحاوطه أوالمعلومات التي ستكون موجودة فيه . ومن هنا يأتي القلق أنت تسأل ترى هل سأحصل على وظيفة جيدة وما يكفي من المال وعقلك لا يجيب لأنه ببساطة لا يعرف المستقبل وعندما لاتجد إجابة مطمئنة يبدأ الشعور بالخوف يتملكك ويسيطر القلق عليك وتبدأ في دوامة من الضغوط لا تنتهي.. فما العمل إذن؟؟
.
وجه قلقك للحاضر الذي تعيش فيه.
أنا لا أقصد أن لا تخطط للمستقبل بلى التخطيط ضروري جدا ولكن لا يوجد ضمان على ان الأمور ستسير كما تخطط لها. لذلك إبدأ في خطتك بالحاضر .
.
انت تريد أنت تعيش طويلا بلا مرض بدلا من القلق حيال الإصابة بالأمراض في المستقبل ما رأيك في أن تقلق حيال غذاء وعشاء اليوم؟ كيف تأكل طعاما صحيا اليوم . كيف أمارس الرياضة بإستمرار هذا الشهر؟ بدلا من القلق من التقدير الجامعي فلتقلق حيال مقدار ما ذاكرته اليوم وكم ساعة يجب أن تقضيها في المذاكرة كل يوم .
وبدلا من القلق حيال ما إذا كنت ستحصل على وظيفة جيدة أو مالا كافيا ما رأيك في محاولة تحديد ماالذي تريد العمل به من الآن وكيف تجد الوظيفة المناسبة في الوقت الحاضر . وبدلا من القلق حيال أولادك .
ما رأيك أن تقلق حول تربيتك لهم اليوم ؟ حول ما حققوه من المذاكرة اليوم؟ حول كيفية ثقل شخصياتهم في الحاضر .
.
عقلك سيجد الحلول وسيقودك للطرق المتاحة حاليا وحينما تأخذ أولى الخطوات في طريق إخترته ستشعر بالرضا حيال نفسك وسيزول القلق ستشعر أنك قادرا على الوصول لأهدافك في المستقبل . نحن مثل شخص يجلس في الغابة ويقول ترى هل سيكون لي بيتا يحميني يوما ما؟
.
هل حقا نريد إجابة على مثل ذلك السؤال؟؟
في حين أن هناك شخصا أخر في الغابة يتسائل , كيف أصنع الطوب الذي أبني به بيتا آمنا لي ؟ هنا يبحث العقل عن طريقة لصنع الطوب وحل المشكلة. وبمجرد أن يبدا في التنفيذ سيزول القلق حتى مع الفشل مرة وإثنان وثلاثة عقلك لن يتوقف حتى يجعلك تبني ذلك البيت الآمن فقط لا توقفه أنت. ولا تقلق.
إقرأ أيضاً :