الطاقة ماهي ؟ سنشرح بشكل مبسط ما تعنيه كلمة الطاقة. فإذا كنا نريد أن نعيش حياه مليئة بالنعم نحقق فيها أحلامنا ونصل إلى القمم التي نسعى لها. و إذا كنا نريد أن ندرك ونستوعب كيف تكون عبادة الله حقا فعلينا أن نتأمل وندرس وندرك ماهية الكون الذي نعيش فيه وكيف يعمل وما هي قوانينه التي يجب ان نتبعها لنحصل على ما نريد. مقالنا مختلف قليلا هذه المرة ويحتاج إلى إنتباهك فهل انت مستعد لتوسع مداركك؟ وتسافر بعقلك في الكون الفسيح؟ وتتعرف الطاقة ماهي ؟
فيزياء الكم وتفسيرها للطاقة
فعلى الرغم من اننا ننظر للعالم بأنه شيء مادي وكل علومنا تدور حول قوانين الحركة للأجسام المادية إلا أن علم فيزياء الكم جاء ليثبت لنا أنه لا يوجد ما يسمى بالشيء المادي. هذه الجملة ليست منطقية أبدا بالنسبة إليك. هكذا كانت أيضا بالنسبة إلي . ولكن الأمور الغير منطقية هي امور فقط لا نفهمها فإذا استوعبها عقلنا أصبحت منطقية جدا.فيزياء الكم هي نفسها غير منطقية فهي لاتخضع لقوانين الفيزياء التي نعرفها.يقول العلماء إذا فهمت فيزياء الكم إذن فأنت لم تفهمها. فيزياء الكم تتعلق بعلم الذرات والإلكترونات وهي العلم الذي نستخدمه في أجهزتنا الكهربائية كلها فبدون قوانين فيزياء الكم لن يكون هناك ألواح الدوائر الإلكترونية التي توجد في كل أجهزتنا من أصغرها لأكبرها. فهي التي تتحكم في سريان تيار الإلكترونات في الدوائر المخصصة لها ولكن ليس هذا فقط.
حتى الذرة والإلكترون مجرد طاقة
فكشفت لنا فيزياء الكم أن الذرة والإلكترون نفسهم ليسوا أجسام مادية صغيرة الحجم. بل هي طاقة مجرد طاقة. تهتز بذبذبات معينة وكل ذرة لديها ذبذباتها الخاصة وبناءا على تلك الإختلافات في الذبذبات الطاقية لكل ذرة تتشكل الأنواع المختلفة من المواد التي تدركها حواسنا . ولكن إذا كانت الذرة ليست جسما ماديا في الأساس فكيف تكون لنا تلك الأجسام المادية التي نتعامل معها في حياتنا فهل هذا يعني ان ذلك الكرسي ليس مادة؟. إذن فكيف أستطيع لمسه . في الحقيقة يقول أينشتاين في ذلك الشأن ” لقد كنا جميعا مخطئين فلا يوجد شىء مادي . ما نسميه بالأشياء المادية ماهي إلا إهتزازات من الطاقة منخفضة جدا جدا لتستطيع حواسنا إلتقاطها وإستيعابها ولكن في الحقيقة فلايوجد شيء مادي”
حتى جسدك مجرد طاقة
هذا يعني أن جسدك هذا ليس مادي أيضا وماهو إلا إهتزازات منخفضة من الطاقة وكل منا لديه ذبذباته التي لا تتطابق مع شخص أخر أبدا وهذا ما يجعلنا جميعا مختلفين . إذن فنحن لا نستطيع أن نتعامل ونلمس إلا الإهتزازات الطاقية القريبة منا وكلما كانت الإهتزازات الطاقية للذرات قليلة كلما كانت طاقتها مكثفة وبطيئة وهذا ما نسميه نحن بالشيء الملموس ولا تستطيع حواسنا لمس وإدراك إلا تلك الطاقة المنخفضة في حركتها أما عن الضوء والموجات الكهرو مغناطيسية فإهتزازاتها عالية جدا فلا نستطيع لمسها أو التعامل معها فكيف لطاقة منخفضة أن تواكب طاقة سريعة الحركة مثل الضؤ. لذلك يكون الضؤ بالنسبة إلينا طاقة غير ملموسة.
تأثير طاقة الآخرين عليك
هل سبق وتسائلت لماذا هناك أشخاص ترتاح معهم وأشخاص يجعلونك تشعر بالضيق رغم أن أفعالهم قد تكون عادية جدا ولا تمسك بأي شكل ولكنه فقط شعور داخلي لديك أن تستريح لأحدهم او ان تكره صحبة أحدهم ولا تدري السبب إطلاقا. هذا لأن الطاقة سواءا إنخفضت ذبذباتها أو إرتفعت فهي دائما ما تتأثر بالطاقات الأخرى من حولها. فنحن نمتص ونعطي ونتداخل ونتواصل مع كل أشكال الطاقة الموجودة حولنا والتي أيضا تأتي إالينا من الفضاء مثل طاقة شمسنا. قد تجعل طاقة أحدهم طاقتك مستقرة فتشعر بالراحة وقد تجعل طاقة أحدهم طاقتك في حالة إضطراب فتكره صحبته.
ما علاقة الصلاة بالطاقة ؟
لماذا نصلي ؟ ولماذا الصلاة مهمة هكذا حتى شدد عليها الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يتوفى؟ لماذا الدعاء يحقق الأمنيات؟ ما الذي يوجد في الدعاء حتى يقول الله عز وجل ” ما يعبأ بكم ربي لولا دعائكم “؟ لماذا عندما نصوم تصبح أجسادنا أصح وأقوى؟؟ ” وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون” ؟ هل تسائلت لماذ؟ عليك أن تدرك أن أي طاقة لابد وأن يكون لها مصدر فالطاقة لا تفنى ولا تستحدث من عدم علماؤهم لا زالوا يبحثون عن مصدر طاقة الكون ولكننا نعلم أن المصدر هو الخالق هو الله .
التواصل مع مصدر الطاقة
فإذا لم تنشيء نفقا للتواصل مع مصدر طاقتك لتأخذ منه ما يعزز وجودك ويجعلك قادرا على السيطرة على طاقة الأشياء والأحداث من حولك؟ فطاقتك ستنضب حتما تماما مثل الإنسان السليم والإنسان المريض فأثناء المرض الشديد قد لا تستطيع تحريك ذراعيك أو لسانك للتحدث فلا طاقة للمريض للتحدث أو تحريك جسده فهل يستطيع ذلك المريض تسلق الجبال والوصول للقمم؟ فهل يستطيع الإنسان الذي لا يتمتع بطاقة مفعمة بالحياه أن يسيطر على حياته وجريان الأحداث في حياته وحياة الأخرين؟ ما الدعاء إلا تركيز طاقي على ما تريده أن يتحقق فتتركز الطاقة حتى تجعل ما تمنيته حقيقة فأنت تمتص الطاقة من مصدرها وبإراتك تشكلها لتصبح ما تخيلته وما تمنيته إدراكك لتلك الحقيقة هو جزء كبير من ما يعنيه الإيمان بالله .
إقرأ أيضا الدافع ماهو وكيف يعمل
فكلما زاد إيمانك بالله كلما زادت كمية الطاقة التي تتلقاها منه. فما الإحباط واليأس إلا نضوب لطاقتك فيقول الله ” إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون” فكلما قل مقدرا حبك الله والوثوق به كلما توقف التواصل بينك وبينه ونضبت طاقتك حتى تيأس وتمرض وتنتهي. هناك المزيد والمزيد عن علم فيزياء الكم وطاقة الكون ولكن سنحتاج لكتابة كتب من مئات الصفحات فيها . أرجو أن تكونوا قد إستمتعتم بالمقال وسافرتم معي بإدارككم ووعيكم إلى أبعد من حدود إستيعابكم . فالتأمل فرض من فروض ديننا العظيم . فتأملوا .
نتمنى أن نكون قد أجبنا بإستفاضة عن سؤال الطاقة ماهي ؟
إقرأ أيضاً :
