الدافع هو الوقود الذي يشعل الرغبة بداخلك للقيام بشيء ما . أحيانا نشعر بالحماس بسهولة وأحيانا نغرق في دائرة التأجيل التي لا تنتهي . وأحيانا نشعر بالحماس ثم ما إن تمر بعض الساعات أو الأيام حتى نفقده ونعود للتأجيل من جديد
إنه شبه مستحيل معرفة ما يعطيك الدافع ويشعل الحماس بداخلك. ولكن في هذه المقالة سنتعرض بعض الأفكار التي ستساعدك في إيجاد دوافعك و تحافظ على الحماس بداخلك لمدة أطول .
أصلا ما هو الدافع ؟
المؤلف ستيفن بريسفيلد يقول في كتابه ” حرب الفن ” أن الدافع هو أن تشعر أنه من الأسهل أن تفعل الشيء من أن لا تفعله . أي أن عدم فعل الشيء يكون أكثر ألما من فعله”.
أي أن الذهاب للجيم وممارسة التمارين الموجعة يكون أسهل وأقل ألما من أن تجلس أمام التلفاز وتأكل الفشار في المنزل. أي ان بذل المجهود وتحمل الصعاب يكون أسهل وأقل ألما من بقائك في حياتك المستقرة. وهذا هو جوهر الدافع .
وفي رأيي الشخصي أحب ان أضيف أن ما يجعل المعاناة تبدو ألذ من الراحة هو الحب. فإذا أحببت لغة فإنك ستستمتع بمعاناة تعلمها وحفظ كلماتها وفهم جملها. وإذا أحببت أن تكون بطلا رياضيا سيكون إشتياقك للحظة الفوز بالبطولة أشد من ألمك في التمارين الموجعة. في نظري الدافع هو الوقوع في حب حُلماً فيكون تحمل مشقة تحقيقه لذيذا.
ولكن ماذا إذا لم تكن واقعا في حب حلما؟ ماذا لولم تجد بداخلك الشعلة الحقيقية لفعل ما يجب عليك فعله؟ أو ما تتمنى أن تفعله؟ هل يجب أن تنتظر حتى تجد حلما؟ أو تتحمس حماسا عابرا ثم يذهب ويتركك مجددا في دوامات من الحيرة والصراع في ما يجب عليك فعله ولا تجد الرغبة في فعله؟ بالتأكيد لا.
الجدول الزمني لتحقيق الدافع.
لنتخيل أن الأمر كالزواج . احيانا نحب ثم نتزوج وأحيانا أخرى نتزوج ثم نحب . عليك بالبدء بفعل شيء ما. لا تضيع وقتك في انتظار شعلة الحماس. قد تاتي شعلة الحماس بعد أن تبدأ في تمارينك ثم تجد نفسك لديك الرغبة في الإستمرار .
ولا تضيع وقتك في التفكير متى ستبدأ . إفعل ما يفعله المحترفون وقم بعمل جدولا زمنيا يوميا او اسبوعيا او حتى شهريا وإلتزم به. لا تترك نفسك لمشاعرك فالحب يبرد بعد الزواج وكذلك يذهب الحماس مهما طال. فكل شعلة لابد وأن تنطفيء يوما.
ولكننا لا نذهب ونستسلم بإنطفائها بل نشعلها من جديد ونشعلها مرارا وتكرارا مدى الحياه.ولكي تشعل شعلاتك من جديد عليك بجدولة ما عليك القيام به حتى يصبح الأمر روتينا وبرنامجا عقليا تفعله سواءا كنت متحمسا أو لا.
فبغض النظر عن حالتك المزاجية او النفسية حينما تأتي ساعة العمل سيذهب عقلك لفعل الشيئ المعتاد في تلك الساعة ويتبعه جسدك وحينها ستتحقق كل أهدافك وأحلامك لا محال.
الطقوس المتبعة لخلق الدوافع.
في البداية يكون الأمر صعبا ولكي تقلل من صعوبة الأمر بالبداية إبدأ طقسا سهلا يضعك في حالة الإستعداد للبدء.مثلا يحكي كاتبا أنه إذا ما أراد البدء في القراءة يشرب كوبا من الماء .
فبمجرد أن يشرب الكوب هو بذلك قد اعد عقله وجسده للبدء في القراءة . ويقول إذا ما أردت أن أتمرن على رفع الأثقال أربط رباط الحذاء الرياضي حتى وإن لم يكن ذلك ضروريا فذلك يعطي تعليمات لجسدي بأن يستعد للتمرين .
هكذا يكون إنشاء الطقوس.وكأنك تخبر داخلك أن وقت البدء قد حان
إقرأ ايضا: التعليم الذاتى والبداية الصحيحة
الحركة بركة ونشاط.
إذا لاحظت أنه دائما الشخص الذي لا يتحرك كثيرا تكون نفسيته سيئة وعقله غير نشط والعكس صحيح . لاحظ وقت الإحباط والكسل والمشاعر السلبية دائما يصاحبها هدوء في الحركة أما السعادة والمشاعر الإيجابية دائما يصاحبها زيادة في الحركة والقفز والجري .
تحرك فكلما تحركت سار عقلك ومشاعرك على نفس الوتيرة ليواكب حركة جسدك وهذا وحده كفيلا بأن يشعل الحماس داخلك ويبقيه مشتعلا . فمثلما قالوا اجدادنا ” في الحركة بركة”
التحدي سلاح الطامحين.
نحن البشر نحتاج للتحدي لنبقي خارج دائرة الملل . إشترك في المسابقات وإحضر المؤتمرات نافس في حدود قدراتك وتذكر أن لا تدخل تحديا سهلا جدا فهذا سيصيبك بالملل ولا تدخل تحديا صعبا جدا فهذا سيصيبك بالإحباط .
ولكن تحدى في حدود ما انت قادرا عليه . إنتهز الفرص ونافس ومع نموك المستمر ستقوى شعلة الحماس بداخلك حتى تكون كبيرة بما يكفي حتى لا تنطفيء أبدا.
ماذا تفعل حين لا تشعر انك تود البدء أو فعل أي شيء؟
وأنا أكتب تلك المقالة عقلي يقول لي هذا يكفي أنتي متعبة يمكنك تكملتها لاحقا . ولكن هذا مجرد إقتراح . فهل أستمع إلى هوايا وأذهب؟. كلا إنتظر قليلا عقلي أيضا يقترح أني سأشعر بشعور جيد إذا أكملت هذا العمل.
وأني سأشعر بالسعادة إذا أكملت مهامي التي حددتها في جدولي . وأني ما زلت أستطيع إنهاء أعمالي والإلتزام بجدولي حتى وإذا كنت لا أشعر أني أريد فعلها . إذن فهي كلها إقتراحات ولك حرية الإختيار من بينها .
فعندما لا تشعر أنك تريد فعلا شيئا ما لا تتسرع وتتجه إلى منطقة الراحة. بل إستمع إلى الإقتراح الذي يقول أنك ستشعر بالسعادة إذا أنهيت مهامك . وتذكر أن ساعة الشقاء ساعة والراحة ساعات.
فإذهب في منطقة عدم الراحة لساعة وعد منها أقوى وأسعد وأكثر ثقة في نفسك وفي قدراتك . فإذا لم تستطيع ان تتحمل ساعة شقاء من أجل أياما من الراحة فلاحق لك في أن تشتكي أن أحلامك لا تتحقق. ولتتحقق أحلامكم جميعا.وصدقوني لن تندموا على عملا جيدا فعلتوه.